في كسبها بركة
في كسبها بركة يُهدى و يُأكل منها الكثير يوميا عند عامة الناس و لا سيما المسلمين , و من يكسبها ينعم بالرزق و المال الوفير و ينعم أهلها بالسكينة و الطمأنينة ,والعزّ و الوقار, أوصانا بها الرسول صلى الله عليه و سلم , و ذكرها السلف الصالح و رواة الحديث , هي من الأعمال الشريفة للأنبياء , هل عرفتها صديقي المسلم ؟
عن عبدَة بن حَزن قال : تفاخر أهل الإبل و أصحاب الشّاء , فقال النبي صلى الله عليه و سام: ** بُعث موسى و هو راعي غنم , و بُعث داود و هو راعي غنم , و بُعثتً أنا , و أنا أرعى غنما لأهلي بأجياد **
و لا ننسى إخواني, الحديث فيه فضيلة أخلاقية و شريفة و أدبُ رفيع و هو تواضع الأنبياء و رعيهم للغنم , كما جاء أيضا في (صحيح المصنّف): عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ** ما بعث الله نبيا إلاّ رعى الغنم , فقال أصحابه : و أنت ؟ فقال : نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة **
و القيراط فسّره العلماء أنه جزء من الدينار أو الدرهم , و جاء في قول العلماء : ارتباط الأنبياء برعي الغنم قبل النبوّة له أهداف و أحكام من ذلك , و هو القيام برعاية أمر الأمّة , لما يكتسبونه من الحلم و الشفقة , لأنهم صبروا على رعيها و جمعها بعد تفرقها , و الحرص على نقلها من مكان الى مكان حيث يوجد مرتعها من العشب و الماء , إلى غير ذلك , و دفع عدوّها كالذئب و السبع و السارق , فألفوا من ذلك الصبر على الأمة و الرفق بها بالمعاملة الحسنة و اللين .
الصلاة في مُراح الغنم :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ** صلّوا في مُراح الغنم و امسحوا رغامَها , فإنها من دوابّ الجنة ** صحيح مرفوعاالحديث فيه الحث على مسح الرّغام و و هو التراب و قيل أيضا مسح ما سال من أنفها إكراما و رعاية و لها , و جواز الصلاة في مُراحها أي في مأواها , وأنها من دواب الجنة و هذه صفة حميدة أخصّها الله بها , و لها أهميّة في المعيشة و ما تقوم به من سدّ الحاجات ما لا يسدّ غيرها.
تأمل أخي المسلم تعجب ابن عباس رضي الله عنهما من تكاثر الكلاب و توالدها و مع ذلك فهي أقل عددا من الشّاء التي يُذبح و يُهدى منها الكثير فهذا بيان على بركتها لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : *** اتخذوا الغنم , فإن فيها بركة **. تأمل و تدبر صديقي المسلم في خلق الله و بديع قدرته في تنزيل بركاته.
عن أبي ظبيان قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أبا ظبيان ! كم عطاؤك ؟ قلت : ألفان و خمسمائة , قال له: يا أبا ظبيان ! اتّخذ من الحرث و السّابياء من قبل أن تليَكم غلمة قريش , لا يُعدّ العطاء معهم مالا.
عن أبي ظبيان قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أبا ظبيان ! كم عطاؤك ؟ قلت : ألفان و خمسمائة , قال له: يا أبا ظبيان ! اتّخذ من الحرث و السّابياء من قبل أن تليَكم غلمة قريش , لا يُعدّ العطاء معهم مالا.
فيه أدبُ رفيع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه و هو سؤال ولاة الأمر عن الرعية و أحوالهم الاجتماعية و المالية و فضيلة التناصح و إفادتهم بما ينفعهم من الرزق و المال الحلال , و يظهر ذلك ف في نصحه باتخاذ الحرث لإنتاج الزرع و الثمار , و السّابياء و هي إنتاج المواشي بكثرة من قبل أن تليًكم غلمة قريش , يوصي عمر رضي الله عنه أبا ظبيان الأخذ بأسباب العزّة و اصطناع المال و الإكثار من المواشي.
اللهم ارزقنا و بارك لنا فيما رزقتنا و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تعليقات
إرسال تعليق